محمد عبد العال مريض ظل شهرا كاملا يكشف بطنه
للنحل ليلسعه لسعا مؤلما ويترك مكانه ورما واحمرارا.. لكن أمله تحقق في النهاية
واستقرت حالته المرضية.
قال عبد العال (29 عاما) الذي يعاني من الالتهاب
الكبدي (سي) لرويترز "لسع النحل كان يتم في البطن وكان في البداية مؤلما
وكانت اللسعات احيانا تترك احمرارا وورما بسيطا." لكنه أضاف أنه يشعر ان
حالته افضل الان بعد العلاج الذي يستكمله بتناول غذاء ملكات النحل وحبوب اللقاح.
وعبد العال واحد من مئات من المرضى يتلقون علاجا
من أمراض مختلفة في مركز بحوث النحل التابع لكلية الزراعة البيئية في العريش عاصمة
محافظة شمال سيناء.
ويقول باحثون بالمركز الحكومي الذي يقدم خدماته
مجانا انه يمكن بلسع النحل وسمه معالجة أمراض مثل الروماتيزم والتهاب المفاصل
والانزلاق الغضروفي وضمور العصب السمعي والروماتويد وعرق النساء وخشونة العظام وضيق
الشرايين والصداع المزمن. أما بالنسبة للالتهاب الكبدي الوبائي فان لسع النحل لا
يؤدي الى الشفاء منه وانما يساعد على استقرار الحالة.
ويضيفون انهم نجحوا في علاج نحو 100 حالة وان
المرضى شفوا بنسب تصل الى 90 في المئة وكان معظمهم مصابين بخشونة والتهابات في المفاصل
وبالروماتويد والتهابات في الاعصاب.
ورغم النجاح الذي يتحدثون عنه فان الباحثين يقولون
ان عملهم يعتمد أساسا على الطبيب الذي يشخص المرض.
قال محمد نجيب شحاتة المسؤول عن المركز لرويترز
"العلاج بلسعات وسم النحل علاج استكمالي للطبيب فيجب على المريض الذي يأتي
الينا ان يكون قد تم تشخيص مرضه جيدا بواسطة اطباء متخصصين وبناء على التشخيص نقوم
بعملية العلاج. نحن لا نكتب ادوية للمريض لذلك لا يتعارض عملنا مع عمل
الطبيب."
وفي العلاج بلسع النحل توضع النحلة علي المكان
الذي يوجد به الالم وتتم عملية اللسع بجرعات تدريجية تتراوح من مرة يوميا حتى تصل
الى خمس مرات ولمدة تتراوح من اسبوع الى ثلاثة اشهر.
يقول شحاتة ان العلاج باللسع يتم وفق خريطة علاجية
خاصة بجسم الانسان توضح مواضع اللسع وذلك بهدف عدم الرجوع لنفس الموضع الا بعد
مرور عدة ايام لضمان راحة المريض لتجنب حدوث ورم أو التهابات.
وتقوم فكرة العلاج بسم النحل او لسعه على زيادة
كفاءة الجهاز المناعي وتقويته ليصبح قادرا على مقاومة الفيروسات والحد من انتشار
المرض. وقال شحاتة "ميكانيكية لسع النحل تعمل على تنشيط الغدة فوق الكلوية
التي تفرز الكورتيزون الطبيعي كما يحتوي سم النحل على مادة الادولين التي تستخدم
في تخفيف الالام السرطانية في بدايتها." والادولين مسكن تصل قوته الى عشرة
اضعاف تأثير المورفين.
ويضم المركز الذي بدأ العمل أوائل العام الماضي
اقساما اخرى لعلاج العيون والجراحة والامراض الجلدية والاطفال والجهاز الهضمي
والنساء والكبد والعظام. كما يضم قسما للتجميل بعسل النحل حيث يعالج الاثار
الناجمة عن المواد الكيماوية التي تستخدمها السيدات كالمساحيق التي لها تأثير
مباشر وقوي وتؤدي الى سرطانات الجلد والتجاعيد المبكرة.
يقول اسماعيل سمير اسماعيل (13 عاما) انه يعاني من
الروماتويد والتهاب روماتيزمي وبعد علاجه بلسعات النحل فان "الالام التي كنت
أعاني منها قلت بشكل كبير."
ويؤكد أطباء وباحثون ان العلاج بلسع النحل وسم
النحل او اي منتج من منتجات عسل النحل ليست له اثار جانبية كما أثبتت التجارب داخل
مصر وخارجها.
ويقول الطبيب عبد الرؤوف الديب الاستاذ بكلية الطب
بجامعة قناة السويس لرويترز "العلاج بلسع النحل او عسل النحل ليس له أي اضرار
ومعظم التجارب العلمية على استخدامه كانت ناجحة الا انه لا يمكن تعميمها لانها لم
تخضع الى منهج بحثي علمي."
وفي حالة نادرة لسيدة قادمة من الواحات, وفي
مقتبل العمر استطاعت تحقيق حلم حياتها في الحمل باستخدام سم النحل ووضعت مولودة
أنثي بمستشفي هليوبوليس بمصر الجديدة.الي هنا والخبر قد يكون عاديا.. ولكن
الغريب أن السيدة واسمها هناء عبدالعزيز من الواحات قد تعرضت للاجهاض12 مرة,
ولم تفلح في تحقيق الحمل الا بعد استخدام حقن سم النحل, بالرغم من أن كل الفحوص
أكدت سلامتها وعدم وجود أي موانع. وفي رأي د. علي فريد محمد علي أستاذ أمراض
النساء والتوليد والعقم بطب عين شمس والذي يتابع حالتها ويتولى علاجها بسم
النحل, أن سم النحل يضاعف المناعة ويمنع مادة الأكسدة. السيدة هناء وضعت
مولودتها وكلاهما بصحة جيدة.