يعكف فريق طبي في جامعة "بون" بالمانيا منذ عدة سنوات علي دراسة
ما يعرف باسم "أسلوب العلاج بالعسل"، وبينت الدراسة أن الجروح المزمنة
الملوثة بأنواع خطيرة من البكتيريا تستجيب للعلاج بعسل النحل في غضون أسابيع.
وأشار الدكتور أرني سيمون الذي يعمل بقسم سرطان الأطفال بمستشفي
"بون" إلى أن الأطباء واجهوا في المستشفيات أنواعاً من الجراثيم تستطيع
مقاومة جميع أنواع المضادات الحيوية المعروفة، ولهذا عادوا إلي استخدام العسل في
علاج الجروح.
من جهة أخرى، تمكن علماء ألمان من جامعتي دورتموند وبوخوم "غرب"
من تصنيع مادة قاتلة للخلايا السرطانية من خلايا النحل يطلق عليها
"ريتينج"، وهي مادة يستمدها النحل من مختلف الأشجار، وهي نفس المادة
التي يصنع منها خلاياه ويقويها ويلصقها ببعض .
وأوضح البروفسور بيتر رويش رئيس قسم العقاقير السريرية في جامعة بوخوم أن
المادة فعالة جداً في مكافحة نوع من الأمراض السرطانية الخطيرة التي يطلق عليها
اسم "نيوروبلاستوما" أي "الأورام الجذعية العصبية"، ويعتبر
هذا النوع من الأمراض السرطانية من أشدها فتكا بالشباب تحت عمر 15 سنة ويصيب في
المانيا 18 طفلا جديدا سنويا.
والخطير في النيوروبلاستوما أيضا أنه لا يتأثر بالعلاج الكيمياوي ويعتبر من
الأورام الخبيثة القاتلة، كما تعتبر أنواعه التي تصيب الدم والدماغ والعقد
الليمفاوية من أخطرها علي حياة الاطفال.
وأكد رويش أن العقار المستمد من راتينج النحل قادر علي قتل خلايا
النيوروبلاستوما أو إضعاف مقاومتها للعقاقير الكيمياوية كحد أدني.
وأوضح أن العلماء لم يستخدموا راتينج "بروبوليسم" المباشر، وإنما
استخدموا مادته المركبة التي يفرزها النحل بعد أن تكون أجساده قد عملت عليه
التغيرات الاختمارية البيولوجية اللازمة.
وأشار العلماء إلى أن راتينج النحل يحتوي علي مختلف المواد التي سبق
استخدامها في الطب، وتعود شهرة المادة المستخلصة منه إلي قدرتها علي مكافحة
الفطريات والبكتيريا التي تهاجم خلايا النحل، ومن بين المنتجات التي تستخدم راتينج
الأشجار في الطب مستحضرات التجميل والكريمات ومعجون الأسنان ومحاليل غسل الفم
ومراهم معالجة الجروح والقروح.
وقد نجح العالم رويش وزميله ديفيد دياز كارباللو باستخلاص جزيئة قاتلة
للسرطان من راتينج النحل بعد 3 سنوات من التجارب، وأطلق العالمان علي الجزيئة اسم
"كلو52 ج" واستمدت أساسا من راتينج النحل الذي استمده بدوره من شجرة
"تفاح بلازما" والاسم العلمي "كلوزيا روزيا".
ويبحث العالمان حاليا عن طريقة مختبرية لتحضير جزيئة "كلو52" من
المواد الصناعية ويحاولان بهذه الطريقة تجنب الاعتماد علي الطرق الطبيعية المكلفة
من البداية.
وأشار
رويش إلي أن التجارب الأولية تعد بعقار جديد وفعال ضد السرطان وخصوصا ضد أورام
النيوروبلاستوما، وأثبتت التجارب المختبرية نجاح "كلو52" في قتل الخلايا
السرطانية بدون الاضرار بالخلايا السليمة، كما أصيب العلماء بالدهشة بسبب انعدام
الاعراض الجانبية والتفاعلات الجانبية تقريبا. وينوي العالمان أيضا التعرف عن قرب
علي طريقة عمل "كلو 52" علي الخلايا السرطانية.